جرثومة المعدة: كل ما تحتاج معرفته عنها التشخيص والعلاج ومتى تصبح خطيرة؟

أولًا: ما هي جرثومة المعدة؟

جرثومة المعدة (Helicobacter pylori) هي نوع من البكتيريا الحلزونية سالبة الجرام، تتميّز بقدرتها على الاستقرار في الطبقة المخاطية المبطنة لجدار المعدة.و تعتبر بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري أو ما تُعرف أيضًا بالجرثومة الحلزونية، من أنواع البكتيريا السالبة للجرام، وتعيش وتتكاثر داخل الجدران الداخلية للمعدة.

تُعتبر هذه البكتيريا سببًا رئيسيًا للالتهابات في المعدة والاثني عشر.

اكتُشفت هذه الجرثومة لأول مرة من قبل باحثين من أستراليا، والذين اكتشفوا أيضًا دورها في تطور القرحة الهضمية. تُعتبر الجرثومة الحلزونية أحد العوامل المسببة للقرحة، وليس العكس، ويظل الشخص مصابًا بها إلا إذا حصل على العلاج المناسب.

على الرغم من أن الأسباب المحددة لجرثومة المعدة لا تزال غير معروفة، إلا أن هناك عدة خيارات متاحة للعلاج والتقليل من الأعراض. وتُعدّ من أهم العوامل المسببة للعديد من أمراض الجهاز الهضمي، ومنها:

• التهاب المعدة المزمن
  القرحة المعدية وقرحة الإثني عشر
  سرطان المعدة
  اللمفوما المعدية من نوع MALT (المرتبطة بالنسيج اللمفاوي المخاطي)
  

ثانيًا: نسبة الانتشار

تُقدّر نسبة انتشار H. pylori عالميًا بحوالي 50-60%، لكنها تتفاوت بحسب البلدان:
– في الدول النامية: تصل النسبة إلى 80%.
– في الدول المتقدمة: أقل من 40%.

اسباب جرثومة المعدة :

ما زالت أسباب الإصابة بجرثومة المعدة أو البكتيريا الحلزونية غير معروفة حتى الآن، لكن يمكن أن تنتقل العدوى إلى الشخص من خلال:

• الماء او المشروبات الملوثة
• الطعام الملوث او الاواني الملوثة

هل جرثومة المعدة معدية؟

تساءل الكثيرون إن كانت جرثومة المعدة تنقل العدوى. الجواب هو: نعم، لأن واحدة من أسباب الإصابة بها هي انتقالها بين الأفراد. يمكن أن تنتشر جرثومة المعدة أو جرثومة هليكوباكتر بيلوري عبر الطرق الآتية:

• اللعاب
• يمكن أن يتواجد البراز أو التلوث البرازي في الطعام أو الماء، وهذا غالباً ما يحدث بسبب قلة النظافة وسوء غسل اليدين بعد الذهاب إلى الحمام.
• الاتصال المباشر بلعاب شخص مصاب.
• سوء النظافة الشخصية.

تظهر جرثومة المعدة بشكل أكبر في المجتمعات ذات الكثافة السكانية العالية، مثل الأسر الكبيرة، وخصوصاً في الدول النامية التي تفتقر إلى مصادر المياه النظيفة أو أنظمة الصرف الصحي الملائمة.

اعراض الإصابة بجرثومة المعدة

بينما لا يعاني بعض الأفراد من أي علامات عندما يصابون بهذه البكتيريا، يظهر لدى آخرين علامات تشير إلى جرثومة المعدة، والتي يمكن أن تتباين حسب شدة الإصابة. الأعراض المتعلقة بجرثومة المعدة هي كالتالي:

• التجشؤ.
• النفخة في المعدة.
• الشعور بالغثيان والتقيؤ.
• انزعاج في البطن.

من المهم ملاحظة أن علامات جرثومة المعدة الحلزونية تزداد عادة عندما تكون المعدة خالية، مثلما يحدث بين الوجبات أو في وقت متأخر من الليل. يمكن أن تدوم أعراض الجرثومة لبضع دقائق أو لساعات، وقد يشعر المريض بتحسن بعد تناول الطعام، أو شرب الحليب، أو استخدام مضادات الحموضة.

في حالات الإصابة المزمنة والحادة بالبكتيريا الحلزونية، قد تكون الأعراض أكثر وضوحًا. قد يشعر الأشخاص المصابون بعلامات تدل على وجود قرحة في المعدة أو في الاثني عشر، أو قد يعانون من التهاب شديد في المعدة. ومن بين هذه الأعراض نجد ما يلي:

• آلام في منطقة البطن.
• الشعور بالغثيان.
• القيء، وقد يحتوي على دم.
• تغير لون البراز إلى الأسود.
• الشعور بالتعب والإرهاق.
• الإعياء.
• نقص في خلايا الدم الحمراء وفقر الدم نتيجة نزيف من تقرحات المعدة.
• قلة الرغبة في تناول الطعام.
• الإسهال.
• وجود قرحة في المعدة.
• الشعور بالحموضة.
• انبعاث رائحة غير مستحبة من الفم.
• فقدان الوزن بدون سبب معروف.

كيف يتم تشخيص جرثومة المعدة

تُعد الإصابة بالبكتيريا الحلزونية مرضًا يمكن أن ينتقل بين الأشخاص، ولكن العديد منهم يحملون هذه البكتيريا دون أن تظهر عليهم علامات تدل على وجودها. إذا لم يكن هناك أي علامات على وجود قرحة في المعدة، فقد لا يشعر الشخص بحاجة إلى إجراء فحص جرثومة المعدة أو ربما لن يطلب منه ذلك.

لكن، إذا كان الشخص يعاني من بعض العلامات التي تشير إلى وجود جرثومة المعدة أو إذا كان قد تعرض لها مسبقًا، فإنه من الأفضل إجراء الفحص للتأكد من وجود العدوى أو عدمها.

قد يؤدي استخدام الأدوية المضادة للقرحة، مثل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، بشكل مفرط إلى ضرر على بطانة المعدة أيضًا. لذا من الضروري معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الأعراض التي يعاني منها الشخص ليتسنى له الحصول على العلاج المناسب. وفيما يلي طرق تشخيص البكتيريا الحلزونية.

طرق التشخيص

• اختبار النفس باليوريا.
• – اختبار مستضد البراز.
• – اختبار الأجسام المضادة في الدم (أقل دقة).
• – عبر المنظار: خزعة المعدة + اختبار اليورياز السريع، الزرع البكتيري

ينصح بالتشخيص في الحالات الاتية :-

• مرض القرحة المعدية الاثني عشر
• – الأشخاص الذين يعانون من عسر هضم غير مفسر.
• – الأقارب من الدرجة الأولى لمريض بسرطان المعدة.

اختبار الدم للكشف عن جرثومة المعدة

يتم سحب عينة من دم الشخص من وريد في ذراعه، ثم تُرسل هذه العينة إلى المختبر لتحليلها. الهدف من هذا التحليل هو البحث عن الأجسام المضادة، وهي البروتينات التي ينتجها جهاز المناعة في جسم الإنسان عند اكتشافه لمواد ضارة مثل البكتيريا. تعمل هذه الأجسام المضادة على مهاجمة الكائنات الغريبة، مثل البكتيريا الملوية.

من المهم أن نلاحظ أن هذا الاختبار يُظهر فقط إذا كان لدى المريض أجسام مضادة للبكتيريا أو لا. لذلك، لا يمكن معرفة ما إذا كان هناك عدوى حاليًا أو كم من الوقت قضاه المريض في الإصابة. يعود ذلك إلى أن الاختبار قد يُظهر نتيجة إيجابية لسنوات، حتى بعد علاج العدوى، لأن الأجسام المضادة تبقى في الدم. لهذا السبب، لا يُمكن الاعتماد على هذا الفحص لتحديد ما إذا تم علاج العدوى بعد تلقي العلاج.

اختبار البراز للكشف عن جرثومة المعدة

يتم الكشف عن بكتيريا المعدة من خلال تحليل البراز، حيث يُعطى المريض وعاء معقم لجمع عينة براز. بعد ذلك، يتم إرسال العينة إلى المختبر للكشف عن وجود البكتيريا الحلزونية في العينة.

عادة ما تحتاج عملية الفحص هذه إلى التوقف عن تناول بعض الأدوية قبل إجراء الاختبار، مثل المضادات الحيوية وأدوية مثبطات مضخة البروتون. يمكن أن يساعد هذا الفحص في تحديد الإصابة النشطة ببكتيريا جرثومة المعدة، وكذلك للتحقق من نجاح العلاج بعد الانتهاء منه.

المنظار للكشف عن جرثومة المعدة

خلال فحص التنظير الداخلي للمعدة، يدخل الطبيب جهازاً طويلاً ورفيعاً يُعرف باسم المنظار الداخلي عبر الفم حتى يصل إلى الجزء السفلي من المعدة والاثني عشر. الكاميرا الموجودة في هذا الجهاز ترسل صوراً إلى شاشة مرتبطة بها ليتمكن الطبيب من رؤية أي تغييرات في الأنسجة أو مناطق غير معتادة وتدوين الملاحظات لتساعده في التشخيص. في بعض الأحيان، إذا تطلب الأمر، فإن الأدوات الخاصة التي تُستخدم مع المنظار تسمح للطبيب بأخذ عينات من أنسجة تلك المناطق.

علاج جرثومة المعدة :

لا تزال أسباب جرثومة المعدة غير معروفة، ومع ذلك يتم استخدام مجموعة من الأدوية لعلاجها. عادة ما تستمر فترة العلاج لمدة 14 يوماً، لكن يمكن أن تمتد هذه الفترة وفقاً لحالة المريض وتوصيات الطبيب.

تشمل الأدوية المتاحة لعلاج البكتيريا الحلزونية الاختيارات التالية:

المضادات الحيوية: تعمل المضادات الحيوية على قتل البكتيريا، ومنها:

• الأموكسيسيللين (بالإنجليزية: Amoxicillin).
• الكلاريثرومايسين (بالإنجليزية: Clarithromycin).
• الليفوفلوكساسين (بالإنجليزية: Levofloxacin).
• الريفابوتين (بالإنجليزية: Rifabutin).
• التتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline).
• الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).
• مثبطات مضخة البروتون: هي أدوية تهدف إلى تقليل حموضة المعدة.
• البسموث سبساليسيلات: يقوم البسموث بتغطية القرحة وحمايتها من تأثير حمض المعدة.

العلاج الرباعي مع Bismuth:

• 525 mg من Bismuth subsalicylate تؤخذ أربع مرات في اليوم.
• 500 mg من Metronidazole تؤخذ من ثلاث إلى أربع مرات يوميًا.
• 500 mg من Tetracycline تؤخذ أربع مرات في اليوم.
• يتم تناول PPI (مثل Omeprazole) بجرعة 20-40 mg مرتين يوميًا.
• العلاج الرباعي بدون Bismuth:
• يتم استخدام PPI مع 500 mg من Clarithromycin و1 g من Amoxicillin و500 mg من Metronidazole – مرتين يوميًا لمدة 14 يوماً.

المتابعة بعد العلاج

يجب إجراء فحص آخر بعد مرور 4 أسابيع على الأقل من انتهاء العلاج، وذلك من خلال استخدام اختبار النفس لليوريا أو اختبار مستضد البراز. لا يُنصح بالاعتماد على اختبارات الدم لمراقبة العلاج.

مقاومة المضادات الحيوية

مقاومة
Clarithromycin تصل إلى
15–30%، و
Metronidazole إلى
30–50%، و
Levofloxacin إلى
10–20%. لذلك يُنصح بعدم تكرار نفس النظام العلاجي في حال فشله.

مضاعفات جرثومة المعدة غير المعالجة

تشمل مضاعفات جرثومة المعدة في حالة عدم تلقي العلاج المناسب الاتي :-

• تطوّر القرحة المزمنة أو النزيف.
• سرطان المعدة.
• MALT lymphoma.
• فقر دم نقص الحديد المقاوم للعلاج.

الوقاية

تشمل الوقاية من الاصابة بالجرثومة الاتي :-

• غسل اليدين
• – استخدام ماء نظيف.
• – الطبخ الجيد للطعام.
• – تجنب مشاركة الأكل/الشرب

ملخص عملي للصيدلي

• اسم البكتيريا: Helicobacter pylori
• أفضل اختبار للتشخيص: Urea Breath Test
• البروتوكول العلاجي الأول: Bismuth-based quadruple therapy – 14 يومًا
• الأدوية المهمة: Clarithromycin – Amoxicillin – Metronidazole – Tetracycline – PPI
• التأكد من الشفاء: بعد 4 أسابيع باختبار UBT أو Stool Antigen

نصائح للتعايش مع جرثومة المعدة :

إلى جانب الالتزام بتوجيهات الطبيب، هناك بعض الإرشادات التي يمكن أن تخفف من أعراض عدوى جرثومة المعدة أو تسرع من العلاج بجانب الأدوية. تشمل هذه الإرشادات النقاط التالية:

• ابتعد عن الأطعمة التي قد تزيد من أعراض عدوى جرثومة المعدة، خاصة الأطعمة الحارة.
• من الضروري التوقف عن التدخين.
• من الأحسن تناول الوجبات بفواصل قريبة على مدار اليوم لتفادي إفراغ المعدة بالكامل وزيادة حموضتها.
• يجب الابتعاد عن شرب الكحول.
• ينبغي شرب كمية كافية من الماء تصل إلى 6 أكواب يومياً إلا إذا كان هناك سبب طبي يمنع ذلك.

كيف يمكن الوقاية من جرثومة المعدة

نحو نصف سكان العالم يحملون بكتيريا الحلزونية في المعدة. ورغم أن الأسباب وراء هذه الجرثومة لا تزال مجهولة، ولا يوجد لقاح يقي الناس منها، إلا أن هناك بعض الإرشادات التي يمكن أن تساعد في الوقاية من العدوى، مثل:

• الإقلاع عن التدخين هو خطوة مهمة.
• يجب الانتباه إلى تجنب الكافيين الموجود في القهوة وبعض مشروبات الطاقة.
• تجنب الأطعمة والمشروبات الملوثة أمر ضروري.
• احرص على تناول الطعام المطبوخ جيداً وتجنب ما أعده شخص لم يغسل يديه بطريقة صحيحة.
• من الأفضل الابتعاد عن التوابل والأطعمة الحارة.
• حاول الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي.
• عالج أي مشاكل في الجهاز الهضمي بشكل مباشر.
• احرص على نظافة جسدك، واغسل يديك بماء نظيف لحمايتك من الجراثيم.
• لا تأخذ أي أدوية إلا بعد استشارة الطبيب، خصوصاً الأسبرين والمسكنات والأدوية المضادة للالتهاب.
• قلل من تناول الكحول أو ابتعد عنه.

يقول بعض مختصي التغذية إن تناول نظام غذائي يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات وقليل من السكريات قد يساهم في تقليل أو إنهاء انتشار البكتيريا الحلزونية.

مصادر للاطلاع

مصادر اخري للاطلاع

مصدر اخري للاطلاع 2

شاهد ايضاً : الربو الشعبي الاسباب والاعراض وطرق العلاج