مقدمة
أعراض بطانة الرحم المهاجرة…نتعرف في هذه المقالة علي تفاصيل عن بطانة الرحم المهاجرة (الانتباذ البطاني الرحمي) هي نمو أنسجة شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم، عادةً في الحوض. هذه الأنسجة تتوسع وتنزف مع الحيض، مما يسبب ألمًا والتهابًا ومشاكل في الإنجاب، وتؤثر على 1 من كل 10 نساء في سن الخصوبة.
ما الذي يحدث؟
الخلايا المهاجرة تنزف شهريًا تحت تأثير الهرمونات وتؤدي إلى التهابات، التصاقات، وأكياس دموية (chocolate cysts) في حالات نادرة جداً، قد تتواجد هذه الأنسجة على الحجاب الحاجز أو الرئتين، أو في منطقة السرة، أو في الندوب والإصابات القديمة الموجودة في جدار البطن.
تسمى الأنسجة التي تتواجد خارج الرحم بغرسة بطانة الرحم. تؤثر التغيرات الهرمونية الخاصة بالدورة الشهرية على هذه الأنسجة. فهي تتفاعل مع هذه الهرمونات كما تفعل الأنسجة الموجودة في الرحم.
نتيجة لذلك، تنمو هذه الأنسجة وتزداد سمكها عندما يرتفع مستوى الهرمونات الجنسية، ثم مع انخفاض هذه الهرمونات، تتحلل وتنكس وتسبب نزيفاً. لكن هذا النزيف يحدث داخلياً، على عكس الدورة الشهرية، مما يعني أنه لا يوجد وسيلة لخروج هذا النسيج المتحلل من الجسم.
هذا يؤدي إلى حبس النسيج المتحلل، مما يسبب التهابًا وألمًا والتصاقات. في المبيضين، قد تتكون أكياس شوكولاتة بسائل بني يشبه الشوكولاتة
مراحل ومستويات بطانة الرحم المهاجرة
تمر مراحل داء البطانة الرحمية بأربع مراحل، وكل مرحلة تتميز عن الأخرى حسب مكان ظهور زراعة بطانة الرحم، وحجم وعدد الزرعات، وعمق التصاق الزرعات. المراحل الأربعة هي:
المرحلة الأولي من بطانة الرحم المهاجرة
المرحلة الابتدائية لبطانة الرحم المهاجرة، والمعروفة أيضاً بأنها المرحلة الخفيفة من الانتباذ البطاني الرحمي، تتميز بوجود تغييرات صغيرة أو جروح في بطانة الرحم. قد يتم زرع بطانة رحمية فوق المبيض لدى النساء. بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث التهاب في منطقة الحوض أو جنبه.
المرحلة الثانية من بطانة الرحم المهاجرة
تعتبر المرحلة الثانية من بطانة الرحم المهاجرة، التي تُعرف أيضًا بالمرحلة الخفيفة، المرحلة التي تظهر فيها آفات بسيطة وزراعة سطحية لبطانة الرحم على المبايض والحوض لدى المرأة.
المرحلة الثالثة من بطانة الرحم المهاجرة
معروفة أيضًا بالمرحلة المعتدلة، تتميز بوجود زراعة عميقة لبطانة الرحم على المبيض وعلى جدران الحوض لدى النساء.
المرحلة الرابعة من بطانة الرحم المهاجرة
معروفة بالمرحلة الشديدة، تتميز بوجود زراعة عميقة من بطانة الرحم التي تنتشر في المبيضين وبطانة الحوض. في هذه المرحلة، يمكن أن تصل الأنسجة إلى قناة فالوب والأمعاء، وغالبًا ما يعاني الأشخاص من العقم.حوالي 75 في المئة من النساء اللاتي يعانين من داء انتباذ بطانة الرحم يكون لديهن المرحلة الأولى أو الثانية من المرض.
تسلل بطانة الرحم العميق
يعتبر تسرب بطانة الرحم العميق الشكل الأكثر حدة لمرض الانتباذ الرحمي، حيث يظهر في المرحلتين الثالثة والرابعة من بطانة الرحم المهاجرة. يحدث ذلك عندما تنمو بطانة الرحم في عمق أكبر داخل المبيض أو المثانة أو المستقيم أو جدار الحوض الجانبي. تختلف شدة حالة تسرب بطانة الرحم العميق بناءً على مدى عمق هذا التسلل.
بطانة الرحم المهاجرة والجماع
عادةً ما تعاني النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة من الألم أثناء ممارسة الجنس، والذي يعرف بعسر الجماع. يحدث هذا الألم أثناء الإيلاج أو الحركات الأخرى ذات الصلة، حيث يمكن أن يتمدد النمو غير الطبيعي لبطانة الرحم أو يتسبب في سحبها، خصوصًا عندما تنمو خلف المهبل أو تحت الرحم.
هناك أيضًا علاقة بين بطانة الرحم المهاجرة والألم أثناء الجماع، حيث يمكن أن يكون جفاف المهبل أحد الأسباب. هذا الجفاف قد يكون ناتجًا عن بعض العلاجات التي تستخدم لعلاج بطانة الرحم المهاجرة وتخفيف أعراضها، مثل العلاجات الهرمونية أو إجراء عملية استئصال الرحم.
بطانة الرحم المهاجرة والحمل
قد يتساءل البعض عما إذا كانت بطانة الرحم المهاجرة تعيق القدرة على الحمل.تُعد مشكلات الخصوبة وصعوبة الحمل من أبرز مخاطر بطانة الرحم المهاجرة، لكن العديد من النساء، خاصة في الحالات الخفيفة أو المتوسطة، يمكنهن الحمل خلال ثلاث سنوات دون علاج
يمكن أن تسهم العمليات الجراحية في إزالة أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي في زيادة فرص الحمل. لكن يجدر بالذكر أنه لا يوجد أي تأكيد بأن قدرة المرأة على الحمل ستتحسن بعد العلاج الجراحي لبطانة الرحم المهاجرة، خصوصاً أن الجراحة قد تؤدي إلى بعض المشكلات مثل الالتهابات أو النزيف أو حتى ضرر للأعضاء المجاورة.
إذا لم تنجح الجراحة في تحسين فرص الحمل، يمكن حينها التفكير في خيارات مثل علاجات الخصوبة أو الإخصاب الصناعي لزيادة فرص الإنجاب.
اسباب بطانة الرحم المهاجرة
لا يوجد تفسير واضح لسبب ظهور بطانة الرحم المهاجرة، لكن يُعتقد أن الوراثة أحد العوامل المحتملة، خاصة لانتشارها بين أفراد الأسرة. وتُرجح إحدى النظريات انتقال الأنسجة البطانية للخلف نحو قناة فالوب بدلًا من خروجها أثناء الدورة الشهرية
تشير نظرية أخرى إلى أن زيادة هرمون الإستروجين قد تلعب دورًا في حدوث بطانة الرحم المهاجرة. هناك أيضًا أبحاث تدرس تأثير المناعة الذاتية على المرضى، حيث يمكن أن تحدث بطانة الرحم المهاجرة بعد إجراء عمليات جراحية على الرحم وظهور الندبات الناتجة عن هذه العمليات.
أعراض بطانة الرحم المهاجرة
بصفة عامة، تزداد حدة أعراض حالة بطانة الرحم المهاجرة مع تطور المرض. هذه الأعراض تعتمد بشكل خاص على موقع وعمق انتشار غرس بطانة الرحم. ومع ذلك، قد لا تظهر بعض النساء اللواتي يعانين من انتباذ بطانة الرحم، مثل اللواتي لديهن أكياس شوكولاتة على المبايض، أية علامات على الإطلاق تتعلق بالحالة.
تتضمن أعراض بطانة الرحم المهاجرة لدى الفتيات والنساء المتزوجات ما يلي:
- آلام الدورة الشهرية لدى المصابات بانتباذ بطانة الرحم تبدأ قبل موعدها بعدة أيام وتستمر طوالها، وتكون أشد من آلام الدورة العادية التي تبدأ مع النزيف وتكون أقل حدة
- الدورة غير المنتظمة
- تزيد مدة الدورة الشهرية حيث تستمر لعدة ايام اكثر من العادي
- احساس الالم بعد العلاقة الجنسية
- معاناة من الالم في الساق والظهر واسفل البطن
- تجربة الالم خلال فترة الاباضة
- زيادة في كمية الدم خلال الدورة الشهرية أو نزيف، مما يجعلهن يواجهن فترات حيض غزيرة
- وجود صعوبة وتأخير في الحمل مع خطر الإصابة بالعقم، حيث يعاني 30 إلى 40% من النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من هذه المشكلة.
يمكن أن تظهر علامات تؤثر على الجهاز البولي، خصوصاً خلال فترة الحيض، مثل الشعور بالألم عند التبول أو وجود دم في البول، وذلك عندما تنمو أنسجة بطانة الرحم في المثانة.
قد تظهر أعراض في الجهاز الهضمي خلال الدورة الشهرية، مثل ألم عند التبرز، دم في البراز، إمساك، إسهال، مغص، أو انسداد بالأمعاء، وذلك نتيجة نمو بطانة الرحم في الأمعاء أو المستقيم، وقد يحدث نزيف من المستقيم أثناء الحيض
كيف يمكن تشخيص بطانة الرحم المهاجرة
يشكل تشخيص بطانة الرحم المهاجرة ما يلي :-
الفحص السريري:
أثبتت الأبحاث أن فحص أطباء النساء المتخصصين يمكنه كشف المراحل المتأخرة من بطانة الرحم المهاجرة، ويساعد في وضع خطة علاجية مناسبة وتحديد الفحوصات اللازمة لتحقيق أفضل نتائج للعلاج
الفحوصات والتحاليل التشخيصية
لا تعد اختبارات الدم والفحوصات الداخلية أساليب أساسية لتحديد حالة انتباذ بطانة الرحم. ذلك لأن أعراض البطانة المهاجرة تتشابه مع مشكلات صحية أخرى. ومع ذلك، يمكن التأكد من الحالة من خلال إجراء الفحوصات التالية لدى الأطباء المتخصصين:
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة بالسونار أو الموجات فوق الصوتية
يعد استخدام الموجات فوق الصوتية الوسيلة الأولى التي تساعد في وضع خطة العلاج والتشخيص لمرض البطانة المهاجرة. غالباً ما تستعمل الموجات فوق الصوتية المهبلية لتشخيص الانتباذ البطاني المبيضي، حيث تساعد الأطباء في معرفة إن كانت هناك أكياس ناتجة عن البطانة المهاجرة على المبيض.
ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن السونار لا يسمح للطبيب برؤية أو تشخيص البطانة المهاجرة في مراحلها المبكرة. كما يمكن تحديد المراحل المتقدمة لمرض بطانة الرحم المهاجرة في جدار الرحم والأمعاء بواسطة طبيب له خبرة في هذا المجال.
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة بالرنين المغناطيسي
يلعب التصوير بالرنين المغناطيسي دوراً مهماً في تحسين دقة تشخيص مرض البطانة المهاجرة وتحديد مدى انتشاره وعمقه. وهذا يساعد في تقديم تقييم شامل لحالة المرض، خصوصاً في الحالات التي تتواجد فيها ندبات عميقة داخل الأعضاء، والتي غالبًا ما لا يمكن اكتشافها من خلال الفحوصات السريرية أو عمليات تنظير البطن. وعادة ما يتم اللجوء إلى الرنين المغناطيسي عندما يكون هناك شك في وجود انتباذ بطاني رحمي عميق.
يتطلب استخدام الرنين المغناطيسي مهارات خاصة في تقنيات التصوير لتحديد الندبات بدقة، وعادة ما تتوفر هذه الخدمات في مراكز متخصصة تعنى بأمراض البطانة المهاجرة.
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة من خلال تنظير البطن
يعتبر فحص البطن بواسطة المنظار الطريقة المثلى لتشخيص وتصنيف بطانة الرحم المهاجرة، إذ يسمح بإجراء فحص بصري للمرض ويوضح مدى انتشاره في الحوض والأمعاء. يعد هذا الفحص الطريقة الوحيدة المؤكدة لتشخيص التهاب بطانة الرحم.
أثناء استكشاف البطن والحوض، يُدخل الطبيب منظارًا عبر جرح صغير بالسرة لرؤية الأعضاء وتحديد وجود بطانة الرحم أو الكيسات.
يتطلب علاج بطانة الرحم المهاجرة بتنظير البطن خبرة عالية، ويُجرى في أوروبا والمملكة المتحدة بمراكز متخصصة ومعتمدة من الجمعيات الطبية المختصة.
تشخيص بطانة الرحم من خلال اختبارات الدم :-
تم فحص بعض المؤشرات الحيوية في الدم، مثل CA125، بشكل واسع من أجل تشخيص بطانة الرحم المهاجرة، لكن ثبت أن قيمتها ليست عالية، بسبب ارتفاع مستواها في حالات مرضية أخرى. ومع ذلك، من الممكن أن يتم ملاحظة مستويات مرتفعة تتراوح بين 50 و150 بشكل متكرر في مرض بطانة الرحم المهاجرة.
علاج بطانة الرحم المهاجرة :-
يعتمد على شدة الحالة، والرغبة في الإنجاب، ويتضمن ما يلي :-
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالعلاج الهرموني
يهدف العلاج الهرموني لبطانة الرحم المهاجرة إلى تقليل تأثير هرمون الأستروجين، ويشمل عدة أنواع من العلاجات
- حبوب منع الحمل
- هرمون البروجستيرون
- الدواء المعروف بالدانازول، وهذا في حالة رغبة المريضة في الحمل ومحاولتها لذلك.
- الأدوية التي تعمل بمضادة لهرمون إطلاق الغدد التناسلية
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالجراحة
يشمل علاج بطانة الرحم المهاجرة بالجراحة إجراء شق البطن أو من خلال التنظير، وذلك لـ:
- استئصال المنطقة المصابة دون احداث ضرر على الأعضاء التناسلية، وهذا ما يسمى بالجراحة التحفظية
- استئصال الرحم، وعنق الرحم، والمبيضين، والذي يعد كخيار نهائي.
خاتمة
بطانة الرحم المهاجرة مرض مزمن، ويهدف العلاج لتخفيف الأعراض ومنع المضاعفات. وحتى بعد الجراحة، قد يعود المرض بنسبة تصل إلى 40%، لذلك يُنصح غالباً باستخدام أدوية بعد العملية لمنع تكرار الأعراض
مراجع
ماذا تعرف عن بطانة الرحم المهاجرة
شاهد ايضاً … اعراض الجفاف في فصل الصيف كيف تتعرف عليها لتفادي الخطر