هل تواجه مشكلات مثل التعب والإرهاق المستمر؟ هل تعاني من زيادة الوزن أو تساقط الشعر؟ أو يمكن أن تعاني من أعراض أخرى مثل القلق أو الاستيقاظ المتكرر؟ هل تجد صعوبة في النوم؟ أو ربما تعاني من خفقان القلب أو التعرق المفرط؟ إذا كانت إجاباتك على هذه الأسئلة نعم، فقد تكون المشكلة متعلقة بالغدة الدرقية. ما هي الأمراض المرتبطة بالغدة الدرقية وما هي الأعراض المصاحبة لها؟ وهل توجد علاجات لهذه الحالات؟ سنقوم بالبحث عن إجابات لهذه التساؤلات.
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق، تحت الجلد، وعادة لا نشعر بوجودها. تقوم هذه الغدة بإنتاج مجموعة من الهرمونات المعروفة بهرمونات الغدة الدرقية، وهذه الهرمونات تلعب دوراً مهماً في عمليات الأيض في الجسم، مما يعني العمليات التي تنتج الطاقة للخلايا وتساعد الجسم في استخدام هذه الطاقة. عندما تصاب الغدة الدرقية بخلل، يمكن أن يتأثر مستوى الهرمونات ويتسبب في ظهور عدة أعراض.توجد العديد من الأعراض التي قد تظهر على الشخص الذي يعاني من مشاكل في الغدة الدرقية، ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:
تورم في المنطقة المحيطة بالرقبة، أو ظهور ورم فيها، سواء كان ذلك في جزء معين أو في الرقبة بالكامل. ليس كل انتفاخ في الرقبة يعني وجود مشكلة في الغدة الدرقية، ولكن يمكن أن يشير إلى خلل في وظيفتها.
تغييرات في الوزن: من الأعراض البارزة التي يمكن أن يشكو منها مريض الغدة الدرقية هي التغيرات في الوزن. وهذا يعني الزيادة أو النقصان في الوزن دون إرادة الشخص. عادةً ما يحدث زيادة الوزن بسبب نقص مستويات الهرمونات الدرقية، وهذا يعرف بقصور الغدة الدرقية. بينما نقص الوزن غالباً ما يكون نتيجة لزيادة نشاط الهرمونات الدرقية، وهذا يعرف بفرط الغدة الدرقية.
تعتبر مشاكل الغدة الدرقية من الأمور الشائعة التي قد تؤدي إلى تقلبات في المزاج وتغييرات مستمرة في مستوى الطاقة والشعور بالحماس. الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية قد يواجهون التعب والإرهاق المستمر، بالإضافة إلى الشعور بنقص الطاقة، وقد يشعرون أيضًا بالإحباط أو الاكتئاب. على النقيض، فرط الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالقلق، والعصبية، وزيادة في النشاط والحماس، وقلة النوم.
تأثير على دقات القلب: بما أن الهرمونات الدرقية تؤثر على جميع أجزاء الجسم، فإن لها تأثيرًا أيضًا على القلب. مرضى فرط الغدة الدرقية قد يشعرون بتسارع في دقات القلب وقد يحسون بخفقان قلبهم في منطقة الصدر. بينما مرضى قصور الغدة الدرقية قد يشعرون بضعف وبطء في معدل دقات القلب.
تساقط الشعر يمكن أن يحدث لدى مرضى الغدة الدرقية. لكن لا داعي للقلق، فبعد علاج المشكلة، سيبدأ الشعر في التحسن سريعًا. الحرارة أو البرودة؟ لا يتمكن مرضى الغدة الدرقية من تنظيم حرارة أجسامهم، حيث يشعر الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية بالبرد ويجدون صعوبة في تحمل درجات الحرارة الباردة. وعلى النقيض، فإن الذين يعانون من فرط الغدة الدرقية لا يستطيعون تحمل الحرارة العالية، وغالباً ما يعانون من التعرق المفرط. السبب وراء ذلك هو خلل في العمليات الأيضية التي تساعد الجسم على التأقلم مع درجة حرارة البيئة.
هناك العديد من الأعراض الأخرى التي قد تظهر نتيجة قصور الغدة الدرقية، مثل الإمساك、اضطراب الدورة الشهرية أو غيابها، وجفاف البشرة. أما بالنسبة لأعراض فرط الغدة الدرقية، فهي تتضمن الإسهال، عدم انتظام الدورة الشهرية، ضعف وضمور في العضلات، ومشاكل بصرية مثل الرؤية المزدوجة أو عدم وضوح الرؤية.
ماذا علي فعله إذا كنت أواجه أعراضاً تشبه تلك التي تم ذكرها سابقاً؟
إذا كنت تواجه أعراضاً تشبه تلك المتعلقة بمشاكل الغدة الدرقية، يمكنك زيارة الطبيب. سيقوم الطبيب بفحص الغدة الدرقية بشكل فيزيائي وأيضاً إجراء تحليل دم بسيط لقياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية. أمراض الغدة الدرقية أكثر شيوعاً بين النساء، وغالباً ما تصاب النساء، خاصة الشابات، بفرط نشاط الغدة. من ناحية أخرى، يحدث قصور الغدة الدرقية بشكل شائع لدى النساء، وخاصةً اللواتي يتجاوزن مرحلة الشباب. ومع ذلك، لا توجد قواعد صارمة في حالة مشاكل الغدة الدرقية، حيث يمكن أن تظهر حالات عديدة في أعمار غير متوقعة. عادةً ما يتم قياس أحد الهرمونات الرئيسية المسمى هرمون تحفيز الغدة الدرقية، وعند ارتفاع المستوى، تكون الحالة قصور الغدة الدرقية، بينما إذا كانت المستويات منخفضة، فإن الحالة تكون فرط نشاط الغدة الدرقية.
توجد عدة أمراض تؤثر على وظائف الغدة الدرقية، وأهمها داء هاشيموتو الذي يتسبب في قصور الغدة الدرقية، وداء غريفز الذي يؤدي إلى فرط الغدة الدرقية.
ما هي الطرق لعلاج مشاكل الغدة الدرقية، وما هي الأساليب للحفاظ على توازن هرمونات الغدة الدرقية؟
غرض العلاج هو الحفاظ على توازن الهرمونات في الغدة الدرقية، لذا تختلف طرق العلاج حسب طبيعة الخلل في الغدة.
عندما يكون هناك نقص في عمل الغدة الدرقية، يهدف العلاج إلى تعويض هذا النقص في الهرمونات. يتضمن العلاج تناول حبوب تحتوي على تلك الهرمونات. هذا سيؤدي إلى تحسين حالة المرضى واختفاء الأعراض في غضون أسابيع. لكن من المهم أن نذكر أن الاستمرار في تناول هذه الهرمونات ضروري جداً لنجاح العلاج، وأحياناً يجب أن يستمر العلاج مدى الحياة.
أما في حالة زيادة نشاط الغدة الدرقية، يكون هدف العلاج هو التخلص من الكميات الزائدة من الهرمونات. هناك عدة خيارات علاجية، مثل الأدوية التي تقلل من مستوى الهرمونات في الجسم، العلاج باليود المشع، والجراحة التي قد تتضمن إزالة الغدة بالكامل أو جزء منها. عادة ما تتم الجراحة عندما لا تنجح العلاجات الأخرى.